تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٣
وقول هود عليه السلام لقومه: * (أتبنون) * هو على جهة التوبيخ، والريع: المرتفع من الأرض وله في كلام العرب شواهد، وعبر المفسرون عن الريع بعبارات، وجملة ذلك أنه المكان المشرف، وهو الذي يتنافس البشر في مبانيه، والآية: البنيان; قال ابن عباس: آية علم.
وقال مجاهد: أبراج الحمام، وقيل: القصور الطوال، والمصانع جمع مصنع وهو ما صنع وأتقن في بنيانه من قصر مشيد ونحوه، قال البخاري: كل بناء مصنعة، انتهى.
وقوله: * (لعلكم تخلدون) * أي: كأنكم تخلدون / وكذا نقله البخاري عن ابن عباس غير مسند، انتهى. والبطش: الأخذ بسرعة، والجبار: المتكبر، ثم ذكرهم عليه السلام بأياد الله تعالى فيما منحهم، وحذرهم من عذابه، فكانت مراجعتهم أن سووا بين وعظه وتركه الوعظ، وقرأ نافع وغيره: " خلق الأولين " - بضم اللام - فالإشارة بهذا إلى دينهم، أي ما هذا الذي نحن عليه إلا خلق ذلك الناس وعادتهم، وقرأ ابن كثير وغيره: " خلق " - بسكون اللام -، فيحتمل المعنى: ما هذا الذي تزعمه إلا أخلاق الأولين من الكذبة; فأنت على منهاجهم، وروى علقمة عن ابن مسعود،: إلا اختلاق الأولين.
وقول صالح لقومه: * (أتتركون فيما ها هنا) *: تخويف لهم بمعنى: أتطمعون أن تقروا
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381