تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢١٠
قد قدرها وقدر نزوله فيها، وأن هؤلاء الكفرة لا يجيئون بمثل يضربونه على جهة المعارضة منهم إلا جاء القرآن بالحق في ذلك والجلية، ثم هو أحسن تفسيرا، وأفصح بيانا، وباقي الآية بين تقدم تفسير نظيره، والجمهور: أن هذا المشي على الوجوه حقيقة، وقد جاء كذلك في الحديث، وقد تقدم، ولفظ البخاري عن أنس [رضي الله عنه]: أن رجلا قال:
يا نبي الله، أيحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: " " أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة " قال قتادة: بلى وعزة ربنا، انتهى.
وقوله تعالى: * (ولقد آتينا موسى الكتاب...) * الآيات تنبيه لكفار قريش، وتوعد أن يحل بهم ما حل بهؤلاء المعذبين; قال قتادة: أصحاب الرس، وأصحاب الأيكة: قومان أرسل إليهما شعيب، وقاله وهب بن منبه، وقيل غير هذا.
وقوله تعالى: * (وقرونا بين ذلك كثيرا) * إبهام لا يعلم حقيقته إلا الله عز وجل، والتبار: الهلاك، والقرية التي أمطرت مطر السوء هي: " سذوم " مدينة قوم لوط، وما لم نذكر تفسيره قد تقدم بيانه للفاهم المتيقظ، علي ثم ذكر سبحانه أنهم إذا رأوا محمدا عليه السلام قالوا على جهة الاستهزاء: * (أهذا الذي بعث الله رسولا) *.
قال * ص *: إن يتخذونك) * [إن] نافية، جواب " إذا "، انتهى، ثم آنس الله تعالى نبيه بقوله: * (أرأيت من اتخذ إلهه هواه...) * الآية، المعنى: لا تتأسف عليهم،
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381