تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٩
يعلوه في البيوت، ويشتغل بغيره، وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من علق مصحفا، ولم يتعاهده - جاء يوم القيامة متعلقا به يقول: يا رب، هذا اتخذني مهجورا; اقض بيني وبينه " وفي حلية النووي قال: وروينا في " سنن أبي داود " و " مسند الدارمي " عن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لمن قرأ القرآن ثم نسيه، لقي الله تعالى يوم القيامة أجذم "، وروينا في كتاب أبي داود والترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عرضت على أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي قلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها " تكلم الترمذي فيه، انتهى، ثم سلاه تعالى عن فعل قومه بقوله: * (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين) * أي: فاصبر كما صبروا; قاله ابن عباس، ثم وعد تعالى بقوله: * (وكفى بربك هاديا ونصيرا) * والباء في * (بربك) *: للتأكيد دالة على الأمر; إذ المعنى: اكتف بربك.
* (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة) * قال ابن عباس وغيره:
قالوا في بعض معارضاتهم: لو كان من عند الله لنزل جملة كالتوراة والإنجيل.
وقوله: * (كذلك) * يحتمل أن يكون من قول الكفار; إشارة إلى التوراة والإنجيل، ويحتمل أن يكون من الكلام المستأنف وهو أولى، ومعناه: كما نزل أردناه، فالإشارة إلى نزوله متفرقا، والترتيل: التفريق بين الشئ المتتابع، ومنه ترتيل القرآن، وجعل الله تعالى السبب في نزوله متفرقا: تثبيت قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن ينزله في النوازل والحوادث التي
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381