تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٧
عباس وغيره، ومعنى هذه الآية: جعلنا أعمالهم لا حكم لها ولا منزلة، ووصف تعالى الهباء في هذه الآية بمنثور، ووصفه في غيرها بمنبث، فقالت فرقة: هما سواء، وقالت فرقة: المنبث: أرق وأدق من المنثور; لأن المنثور يقتضي أن غيره نثره، والمنبث كأنه انبث من دقته.
وقوله تعالى: * (وأحسن مقيلا) * ذهب ابن عباس والنخعي وابن جريج: إلى أن حساب الخلق يكمل في وقت ارتفاع النهار، ويقيل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار، فالمقيل: القائلة.
قال * ع *: ويحتمل أن اللفظة إنما تضمنت تفضيل الجنة جملة، وحسن هوائها; فالعرب تفضل البلاد بحسن المقيل; لأن وقت القائلة يبدي فساد هواء البلاد، فإذا كان بلد في وقت فساد الهواء حسنا حاز الفضل، وعلى ذلك شواهد.
* (ويوم تشقق السماء) * يريد: يوم القيامة.
* ص *: * (بالغمام) * الباء: للحال، أي: متغيمة، أو للسبب، أو بمعنى " عن "، انتهى. وفي قوله تعالى: * (وكان يوما على الكافرين عسيرا) *: دليل على أنه سهل على المؤمنين، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله ليهون يوم القيامة على المؤمن، حتى يكون عليه أخف من صلاة مكتوبة صلاها في الدنيا ". وعض اليدين هو فعل النادم; قال ابن عباس وجماعة من المفسرين: الظالم في هذه الآية عقبة بن أبي معيط; وذلك أنه كان أسلم أو جنح إلى الإسلام، وكان أبي بن خلف الذي قتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده يوم أحد خليلا
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381