عباس وغيره، ومعنى هذه الآية: جعلنا أعمالهم لا حكم لها ولا منزلة، ووصف تعالى الهباء في هذه الآية بمنثور، ووصفه في غيرها بمنبث، فقالت فرقة: هما سواء، وقالت فرقة: المنبث: أرق وأدق من المنثور; لأن المنثور يقتضي أن غيره نثره، والمنبث كأنه انبث من دقته.
وقوله تعالى: * (وأحسن مقيلا) * ذهب ابن عباس والنخعي وابن جريج: إلى أن حساب الخلق يكمل في وقت ارتفاع النهار، ويقيل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار، فالمقيل: القائلة.
قال * ع *: ويحتمل أن اللفظة إنما تضمنت تفضيل الجنة جملة، وحسن هوائها; فالعرب تفضل البلاد بحسن المقيل; لأن وقت القائلة يبدي فساد هواء البلاد، فإذا كان بلد في وقت فساد الهواء حسنا حاز الفضل، وعلى ذلك شواهد.
* (ويوم تشقق السماء) * يريد: يوم القيامة.
* ص *: * (بالغمام) * الباء: للحال، أي: متغيمة، أو للسبب، أو بمعنى " عن "، انتهى. وفي قوله تعالى: * (وكان يوما على الكافرين عسيرا) *: دليل على أنه سهل على المؤمنين، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله ليهون يوم القيامة على المؤمن، حتى يكون عليه أخف من صلاة مكتوبة صلاها في الدنيا ". وعض اليدين هو فعل النادم; قال ابن عباس وجماعة من المفسرين: الظالم في هذه الآية عقبة بن أبي معيط; وذلك أنه كان أسلم أو جنح إلى الإسلام، وكان أبي بن خلف الذي قتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده يوم أحد خليلا