تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٥
والباء في قوله: * (بجذع) *: زائدة مؤكدة، * (وجنيا) *: معناه: قد طابت / وصلحت للاجتناء، وهو من جنيت الثمرة.
وقال عمرو بن ميمون: ليس شئ للنفساء خيرا من التمر، والرطب.
وقرة العين مأخوذة من القر; وذلك، أنه يحكى: أن دمع الفرح بارد المس، ودمع الحزن سخن المس، وقيل: غير هذا.
قال * ص *: * (وقرى عينا) * أي: طيبي نفسا. أبو البقاء: " عينا ": تمييز. آه‍.
وقوله سبحانه: * (فأما ترين من البشر أحدا...) * الآية، المعنى: أن الله عز وجل أمرها على لسان جبريل عليه السلام أو ابنها; على الخلاف المتقدم: بأن تمسك عن مخاطبة البشر، وتحيل على ابنها في ذلك; ليرتفع عنها خجلها، وتبين الآية; فيقوم عذرها.
وظاهر الآية: أنها أبيح لها أن تقول مضمن هذه الألفاظ التي في الآية; وهو قول الجمهور.
وقالت فرقة: معنى * (قولي) * بالإشارة، لا بالكلام.
قال * ص *: وقوله: * (فقولي) * جواب الشرط، وبينهما جملة محذوفة يدل عليها المعنى; أي فإما ترين من البشر أحدا، وسألك أو حاورك الكلام، فقولي. انتهى.
* (وصوما) * معناه عن الكلام; إذ أصل الصوم الإمساك.
وقرأت فرقة: " أني نذرت للرحمن صمتا " ولا يجوز في شرعنا نذر الصمت; فروي:
أن مريم عليها السلام لما اطمأنت بما رأت من الآيات، وعلمت أن الله تعالى سيبين عذرها، أتت به تحمله مدلة من المكان القصي الذي كانت منتبذة به، والفري: العظيم الشنيع; قاله مجاهد، والسدي، وأكثر استعماله في السوء.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381