عرصة ظل فيهم مرؤ جائعا، فقد برئت منهم ذمة الله " انتهى من " الكوكب الدري " وقوله سبحانه: * (وجاهدوا في الله حق جهاده) * قالت فرقة: الآية في قتال الكفار.
وقالت بل: هي أعم من هذا، وهو جهاد النفس، وجهاد الكفار والظلمة، وغير ذلك، أمر الله عباده بأن يفعلوا ذلك في ذات الله حق فعله.
قال * ع *: والعموم أحسن، وبين أن عرف اللفظة يقتضي القتال في سبيل الله.
وقوله: * (هو اجتباكم) * [أي: تخيركم]، * (وما جعل عليكم في الدين من حرج) * أي: من تضييق، وذلك أن الملة حنيفية سمحة، ليست كشدائد بني إسرائيل وغيرهم، بل فيها التوبة والكفارات، والرخص، ونحو هذا مما يكثر عده، ورفع الحرج عن هذه الأمة لمن استقام منهم على منهاج الشرع، وأما السلابة والسراق وأصحاب الحدود فهم أدخلوا الحرج على أنفسهم بمفارقتهم الدين، وليس في الدين أشد من إلزام رجل لاثنين في سبيل الله، ومع صحة اليقين، وجودة العزم ليس بحرج و * (ملة) * نصب بفعل مضمر من أفعال الإغراء.