تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١١٢
* ت * وفى الحديث في شأن النساء: " ويكفرن العشير " يعني الزوج.
قال أبو عمر بن عبد البر: قال أهل اللغة: العشير: الخليط من المعاشرة والمخالطة، ومنه قوله عز وجل: * (لبئس المولى ولبئس العشير) * انتهى من " التمهيد "، والذي يظهر: أن المراد بالمولى والعشير هو الوثن الذي ضره أقرب من نفعه، وهو قول مجاهد، ثم عقب سبحانه بذكر حالة أهل الإيمان وذكر ما وعدهم به فقال: * (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار...) * الآية، ثم أخذت الآية في توبيخ أولئك الأولين كأنه يقول: هؤلاء العابدون على حرف صحبهم القلق، وظنوا أن الله تعالى لن ينصر محمدا وأتباعه، ونحن إنما أمرناهم بالصبر وانتظار وعدنا، فمن ظن غير ذلك فليمدد بسبب، وهو الحبل وليختنق ولم هل يذهب بذلك غيظه؟ قال هذا المعنى قتادة، وهذا على جهة المثل السائر في قولهم: " دونك الحبل فاختنق "، و * (السماء) * على هذا القول: الهواء علوا، فكأنه أراد سقفا أو شجرة، ولفظ البخاري: وقال ابن عباس: " بسبب إلى سقف البيت "، انتهى، والجمهور على أن القطع هنا هو الاختناق.
قال الخليل: وقطع الرجل: إذا اختنق بحبل ونحوه، ثم ذكر الآية، ويحتمل المعنى من ظن أن محمدا لا ينصر فليمت كمدا; هو منصور لا محالة، فليختنق هذا الظان غيطا وكمدا، ويؤيد هذا: أن الطبري والنقاش قالا: ويقال: نزلت في نفر من بني أسد وغطفان، قالوا: نخاف ألا ينصر محمد; فينقطع الذي بيننا وبين حلفائنا من يهود من المنافع، والمعنى الأول الذي قيل للعابدين على حرف - ليس بهذا; ولكنه بمعنى: من قلق واستبطأ النصر، وظن أن محمدا لا ينصر فليختنق سفاهة; إذ تعدى الأمر الذي حد له في الصبر وانتظار صنع الله، وقال مجاهد: الضمير في * (ينصره) * عائد على * (من) * والمعنى: من كان من المتقلقين أهل من المؤمنين، وما في قوله: * (ما يغيظ) * بمعنى الذي، ويحتمل أن تكون مصدرية حرفا; فلا عائد عليها، وأبين الوجوه في الآية: التأويل الأول وباقي الآية بين.
وقوله: * (وكثير من الناس) *، أي: ساجدون مرحومون بسجودهم، وقوله: * (وكثير
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381