تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٨٦
توقيف على آلاء الله وفضله ورحمته بعباده، و (الضر)، هنا لفظ يعم الغرق وغيره، وأهوال حالات البحر واضطرابه وتموجه، و (ضل) معناه تلف وفقد.
وقوله: (أعرضتم)، أي: فلم تفكروا في جميل صنع الله بكم.
وقوله: (كفورا) أي: بالنعم و (الإنسان)، هنا: الجنس، " والحاصب ": العارض الرامي بالبرد والحجارة، ومنه الحاصب الذي أصاب قوم لوط، " والحصب " الرمي بالحصباء، " والقاصف ": الذي يكسر كل ما يلقى ويقصفه، و " تارة " معناه: مرة أخرى، " والتبيع " الذي يطلب ثارا أو دينا، ومن هذه اللفظة قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا أتبع أحدكم على ملي فليتبع " فالمعنى: لا تجدون من يتتبع فعلنا بكم، ويطلب نصرتكم وهذه الآيات أنوارها واضحة للمهتدين.
وقوله جلت عظمته (ولقد كرمنا بني آدم...) الآية: عدد الله سبحانه على بني آدم ما خصهم به من المزايا من بين سائر الحيوان، ومن أفضل ما أكرم به الآدمي / العقل الذي به يعرف الله تعالى، ويفهم كلامه، ويوصل إلى نعيمه.
وقوله سبحانه: (على كثير ممن خلقنا) المراد ب‍ " الكثير المفضول " الحيوان والجن، وأما الملائكة، فهم الخارجون عن الكثير المفضول، وليس في الآية ما يقتضي أن الملائكة أفضل من الإنس، كما زعمت فرقة، بل الأمر محتمل أن يكونوا أفضل من الإنس، ويحتمل التساوي.
وقوله سبحانه: (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) يحتمل أن يريد باسم إمامهم، فيقول: يا أمة محمد، ويا أتباع فرعون، ونحو هذا، ويحتمل أن يريد: مع إمامهم، كل أمة معها إمامها من هاد ومضل، واختلف في " الإمام "، فقال ابن عباس والحسن:
كتابهم الذي فيه أعمالهم، وقال قتادة ومجاهد: نبيهم، وقال ابن زيد: كتابهم الذي
(٤٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة