تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٩١
وقول سبحانه: (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين): أي: ومن المنافقين، و (يؤذون): لفظ يعم أنواع إذاءتهم له صلى الله عليه وسلم، وخص بعد ذلك من قولهم: (هو أذن)، وروي أن قائل هذه المقالة نبتل بن الحارث، وكان من مردة المنافقين، وفيه قال صلى الله عليه وسلم: " من سره أن ينظر إلى الشيطان، فلينظر إلى نبتل بن الحارث "، وكان ثائر الرأس، منتفش الشعر، أحمر العينين، أسفع الخدين، مشوها.
قال الحسن البصري ومجاهد: قولهم: (هو أذن): أي: يسمع معاذيرنا ويقبلها، أي: فنحن لا نبالي من الوقوع فيه، وهذا تنقص بقلة الحزم، وقال ابن عباس وغيره: إنهم أرادوا بقولهم: (هو أذن): أي: يسمع كل ما ينقل إليه عنا، ويصغي إليه ويقبله، فهذا تشك منه عليه السلام، ومعنى (أذن): سماع، وهذا من باب تسمية الشئ بالشيء إذا كان منه بسبب، كما يقال للرؤية: عين، وكما يقال للمسنة من الإبل التي قد بزل نابها:
ناب.
وقيل: معنى الكلام: ذو أذن، أي: ذو سماع، وقيل: إنه مشتق من قولهم: أذن إلى شئ، إذا استمع، ومنه قول الشاعر: [البسيط] صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به * وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا وقرأ نافع: " أذن " - بسكون الذال فيهما -، وقرأ الباقون بضمها فيهما، وكلهم قرأ بالإضافة إلى " خير " إلا ما روي عن عاصم، وقرأ الحسن وغيره: " قل أذن خير " - بتنوين
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة