دعائه: " يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك " انتهى من " الهداية ".
وروى مالك بن أنس والنسائي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا أبي بن كعب وهو في الصلاة، فلم يجبه، وأسرع في بقية صلاته، فلما فرغ جاء، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ألم يقل الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)؟ قال أبي: لا جرم، يا رسول الله، لا تدعوني أبدا إلا أجبتك... " الحديث بطوله، واختلاف ألفاظه، وفي " البخاري ومسلم "، أن ذلك / وقع مع أبي سعيد بن المعلى، وروي أنه وقع نحوه مع حذيفة بن اليمان في غزوة الخندق.
وقوله: عز وجل: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) في الآية تأويلات، أسبقها إلى النفس، أن الله سبحانه حذر جميع المؤمنين من فتنة إن أصابت لم تخص الظلمة فقط، بل تصيب الكل من ظالم وبرئ، وهذا تأويل الزبير بن العوام، والحسن البصري، وكذلك تأويل ابن عباس، فإنه قال أمر الله المؤمنين في هذه الآية ألا يقروا المنكر بين أظهرهم، فيعمهم العذاب و (خاصة): نعت لمصدر محذوف، تقديره إصابة خاصة، فهي نصب على الحال، وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره: " لتصيبن " - باللام - على جواب قسم، والمعنى على هذا وعيد للظلمة فقط.
وقوله سبحانه: (واذكروا إذ أنتم قليل...) الآية: هذه الآية تتضمن تعديد نعم الله على المؤمنين، و " إذ " ظرف لمعمول، " واذكروا ": تقديره: واذكروا حالكم الكائنة، أو