تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١١٧
وبايعناك، فامض لأمر الله، فوالله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" امضوا على بركة الله، فكأني أنظر إلى مصارع القوم " فالتقوا وكانت وقعة بدر.
* ت *: وفي " صحيح البخاري " من حديث عائشة، في خروج أبي بكر من " مكة " فلقيه ابن الدغنة عند برك الغماد الحديث، وليست بمدينة " الحبشة " من غير شك. فالله أعلم. ولعلهما موضعان. انتهى.
و (الشوكة) عبارة عن السلاح والحدة.
وقوله سبحانه: (ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين) المعنى:
ويريد الله أن يظهر الإسلام، ويعلي دعوة الشرع بكلماته التي سبقت في الأزل، والدابر الذي يدبر القوم، أي يأتي آخرهم، وإذا قطع فقد أتى على آخرهم بشرط أن يبدأ الإهلاك من أولهم، وهي عبارة في كل من أتى الهلاك عليه.
وقوله سبحانه: (ليحق الحق) أي: ليظهر الحق الذي هو دين الإسلام، و (يبطل الباطل)، أي: الكفر، و (تستغيثون) معناه: تطلبون الغوث، و (ممدكم) أي: مكثركم، ومقويكم من: أمددت، و (مردفين) معناه: متبعين.
وقرأ سائر السبعة غير نافع: " مردفين " - بكسر الدال -، ونافع بفتحها، وروي عن ابن عباس: خلف كل ملك ملك، وهذا معنى التتابع، يقال: ردف وأردف، إذا اتبع، وجاء بعد الشئ، ويحتمل أن يراد مردفين للمؤمنين، ويحتمل أن يراد مردفين بعضهم بعضا، وأنشد الطبري شاهدا على أن أردف بمعنى جاء تابعا قول الشاعر: [الوافر] إذا الجوزاء أردفت الثريا * ظننت بآل فاطمة الظنونا والثريا تطلع قبل الجوزاء.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة