تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٥١
تعالى: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) [القلم: 44] قال ابن عباس: كلما أحدثوا خطيئة، أحدثنا لهم نعمة. اه‍.
(إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون (55) فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين (56) وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين (57) ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم (58)) وقوله تعالى: (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك...) الآية: اختلف في هذا التوفي.
فقال الربيع: هي وفاة نوم، وقال الحسن وغيره: هو توفى قبض وتحصيل، أي:
قابضك من الأرض، ومحصلك في السماء وقال ابن عباس: هي وفاة موت، ونحوه لمالك في " العتبية "، وقال وهب بن منبه: توفاه الله بالموت ثلاث ساعات، ورفعه فيها، ثم أحياه بعد ذلك، وقال الفراء: هي وفاة موت، ولكن المعنى: إني متوفيك في آخر أمرك عند نزولك وقتلك الدجال، ففي الكلام تقديم وتأخير.
قال * ع *: وأجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر، من أن عيسى - عليه
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة