لاستنقاذهم، ويعني ب " المستضعفين ": من كان بمكة تحت إذلال كفرة قريش، وفيهم كان صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين "، (والولدان): عبارة عن الصبيان، و (القرية) هنا: مكة بإجماع، والآية تتناول / المؤمنين والأسرى في حواضر الشرك إلى يوم القيامة.
قال ابن العربي في " أحكامه ": قال علماؤنا (رحمهم الله): أوجب الله تعالى في هذه الآية القتال، لاستنقاذ الأسرى من يد العدو، وقد روى الأئمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني ". يعني: الأسير، قال مالك (رحمه الله): على الناس أن يفكوا الأسرى بجميع أموالهم، وكذلك قالوا: عليهم أن يواسوهم.
انتهى.
وقوله تعالى: (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله...) الآية: هذه الآية تقتضي تقوية قلوب المؤمنين وتحريضهم، وقرينة ذكر الشيطان بعد تدل على أن المراد بالطاغوت هنا الشيطان، وإعلامه تعالى بضعف كيد الشيطان فيه تقوية لقلوب المؤمنين، وتجرئة لهم على مقارعة الكيد الضعيف، فإن العزم والحزم الذي يكون على حقائق الإيمان يكسره ويهده.
(ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن أتقى ولا تظلمون فتيلا (77) أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا