تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ١٥٣
من عذابها، إنما هو تمحيص لذنوبه.
وقوله سبحانه: (وما للظالمين من أنصار): هو من قول الداعين.
(ربنا إننا سمعنا مناديا ينادى للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار (193) ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد (194)) وقوله سبحانه: (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان...) الآية: حكاية عن أولى الألباب، قال أبو الدرداء: يرحم الله المؤمنين، ما زالوا يقولون: ربنا ربنا، حتى استجيب لهم، قال ابن جريج وغيره: المنادى محمد صلى الله عليه وسلم، وقال محمد بن كعب القرظي: المنادى كتاب الله، وليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعه، وقولهم: (ما وعدتنا على رسلك)، معناه: على ألسنة رسلك، وقولهم: (ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد): إشارة إلى قوله تعالى: (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه) [التحريم: 8] فهذا وعده تعالى، وهو دال على أن الخزي إنما هو مع الخلود.
قال * ص *: قال أبو البقاء: الميعاد مصدر بمعنى الوعد. انتهى.
(فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب (195) لا
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة