تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ١٥٠
وقال بعض العلماء: المتفكر في ذات الله كالناظر في عين الشمس، لأنه سبحانه ليس كمثله شئ، وإنما التفكر وانبساط الذهن في المخلوقات، وفي أحوال الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا عبادة كتفكر " وقال ابن عباس، وأبو الدرداء: فكرة ساعة خير من قيام ليلة، وقال سري السقطي: فكرة ساعة خير من عبادة سنة، ما هو إلا أن تحل أطناب خيمتك، فتجعلها في الآخرة، وقال الحسن بن أبي الحسن: الفكرة مرآة المؤمن /، ينظر فيها إلى حسناته وسيئاته، وأخذ أبو سليمان الداراني قدح الماء، ليتوضأ لصلاة الليل، وعنده ضيف، فرآه لما أدخل أصبعه في أذن القدح، أقام كذلك مفكرا حتى طلع الفجر، فقال له: ما هذا يا أبا سليمان؟ فقال: إني لما طرحت أصبعي في أذن القدح، تذكرت قول الله سبحانه: (إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل) [غافر: 71]،
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة