تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٨ - الصفحة ٥١٩
يراءون مضارع رأى، على وزن فاعل؛ وابن أبي إسحاق والأشهب: مهموزة مقصورة مشددة الهمزة؛ وعن ابن أبي إسحاق: بغير شد في الهمزة. فتوجيه الأولى إلى أنه ضعف الهمزة تعدية، كما عدوا بالهمزة فقالوا في رأى: أرى، فقالوا: راأى، فجاء المضارع بأرى كيصلى، وجاء الجمع يروون كيصلون، وتوجيه الثانية أن استثقل التضعيف في الهمزة فخففها، أو حذف الألف من يراءون حذفا لا لسبب. * (ويمنعون الماعون) *، قال ابن المسيب وابن شهاب: الماعون، بلغة قريش: المال. وقال الفراء عن بعض العرب: الماعون: الماء. وقال ابن مسعود وابن عباس وابن الحنفية والحسن والضحاك وابن زيد: ما يتعاطاه الناس بينهم، كالفأس والدلو والآنية. وفي الحديث: (سئل صلى الله عليه وسلم) عن الشيء الذي لا يحل منعه فقال: الماء والملح والنار). وفي بعض الطرق: الإبرة والخمير. وقال علي وابن عمر وابن عباس أيضا: الماعون: الزكاة، ومنه قول الراعي:
* أخليفة الرحمن إنا معشر * حنفاء نسجد بكرة وأصيلا * * عرب نرى لله من أموالنا * حق الزكاة منزلا تنزيلا * * قوم على الإسلام لما يمنعوا * ما عونهم ويضيعوا التهليلا * يعني بالماعون: الزكاة، وهذا القول يناسبه ما ذكره قطرب من أن أصله من المعن، وهو الشيء القليل، فسميت الزكاة ماعونا لأنها قليل من كثير، وكذلك الصدقة غيرها. وقال ابن عباس: هو العارية. وقال محمد بن كعب والكلبي: هو المعروف كله. وقال عبد الله بن عمر: منع الحق. وقيل: الماء والكلأ.
(٥١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 ... » »»