تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٧ - الصفحة ١٦٨
أشرك، فيدخل فيهم أهل الكتاب وغيرهم. و * (من الذين) *: بدل من المشركين، * (فرقوا دينهم) *: أي دين الإسلام وجعلوه أديانا مختلفة لاختلاف أهوائهم. * (وكانوا شيعا) *: كل فرقة تشايع إمامها الذي كان سبب ضلالها. * (كل حزب) *: أي منهم فرح بمذهبه مفتون به. والظاهر أن * (كل حزب) * مبتدأ و * (فرحون) * الخبر. وقال الزمخشري: ويجوز أن يكون * (من الذين) * منقطعا مما قبله ومعناه: من المفارقين دينهم. كل حزب فرحين بما لديهم، ولكنه رفع فرحون على الوصف لكل، كقوله:
وكل خليل غيرها ضم نفسه انتهى. قدر أولا فرحين مجرورة صفة لحزب، ثم قال: ولكنه رفع على الوصف لكل، لأنك إذا قلت: من قومك كل رجل صالح، جاز في صالح الخفض نعتا لرجل، وهو الأكثر، كقوله:
* جادت عليه كل عين ترة * فتركن كل حديقة كالدرهم * وجاز الرفع نعتا لكل، كقوله:
* وعليه هبت كل معصفة * هو جاء ليس للبها دبر * يرفع هو جاء صفة لكل.
* (وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون ليكفروا) *.
الضر: الشدة، من فقر، أو مرض، أو قحط، أو غير ذلك؛ والرحمة: الخلاص من ذلك الضر. * (دعوا ربهم) *: أفردوه بالتضرع والدعاء لينجوا من ذلك الضر، وتركوا أصنامهم لعلمهم أنه لا يكشف الضر إلا هو تعالى، فلهم في ذلك الوقت
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»