تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٣٥٢
* إني سربت وكنت غير سروب * وتقرب الأحلام غير قريب * وقال الآخر:
* وكل أناس قاربوا قيد فحلهم * ونحن حللنا قيده فهو سارب * أي فهو منصرف كيف شاء، لا يدفع عن جهة، يفتخر بعزة قومه. المحال: القوة والإهلاك قال الأعشى:
* فرع نبع يهش في غصن المج * د غزير الندى شديد المحال * وقال عبد المطلب:
* لا يغلبن صليبهم * ومحالهم أبدا محالك * ويقال: محل الرجل بالرجل مكر به وأخذه بسعاية شديدة، والمماحلة المكايدة والمماكرة ومنه: تمحل لكذا أي: تكلف استعمال الحيلة واجتهد فيه. وقال أبو زيد:
المحال النقمة، وقال ابن عرفة: المحال الجادل ما حل عن أمره أي جادل. وقال القتبي: أي شديد الكيد، وأصله من الحيلة، جعل ميمه كميم مكان وأصله من الكون، ثم يقال: تمكنت. وغلطه الأزهري في زيادة الميم قال: ولو كان مفعلا لظهر من الواو مثل مرود ومحول ومحور، وإنما هو مثال كمهاد ومراس.
الكف: عضو معروف، وجمعه في القلة أكف كصك وأصك، وفي الكثرة كفوف كصكوك، وأصله مصدر كف.
ظل الشيء ما يظهر من خياله في النور، وبمثله في الضوء.
الزبد: قال أبو الحجاج الأعلم هو ما يطرحه الوادي إذا جاش ماؤه واضطربت أموالجه. وقال ابن عطية: هو ما يحمله السيل من غثاء ونحوه، وما يرمي به على ضفتيه من الحباب الملتبك. وقال ابن عيسى: الزبد وضر الغليان وخبثه. قال الشاعر:
* فما الفرات إذا هب الرياح له * ترمي غواريه العبرين بالزبد الجفاء: اسم لما يجفاه السيل أي يرمي، يقال: جفأت القدر بزبدها، وجف السيل بزبده، وأجفأ وأجفل. وقال ابن الأنباري: جفاء أي متفرقا من جفأت الريح الغيم إذا قطعته، وجفأت الرجل صرعته. ويقال: جف الوادي إذا نشف.
* * (المر تلك ايات الكتاب والذى أنزل إليك من ربك الحق ولاكن أكثر الناس لا يؤمنون * الله الذى رفع * السماوات * بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجرى لاجل مسمى يدبر الامر يفصل
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»