تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٣٥١
ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشآء وهم يجادلون فى الله وهو شديد المحال * له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشىء إلا كباسط كفيه إلى المآء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعآء الكافرين إلا فى ضلال * ولله يسجد من فى السماوات والا رض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والا صال * قل من رب السماوات والا رض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أوليآء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوى الا عمى والبصير أم هل تستوى الظلمات والنور أم جعلوا لله شركآء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شىء وهو الواحد القهار * أنزل من السمآء مآء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه فى النار ابتغآء حلية أو متاع زبد مثله كذالك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفآء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الا رض كذالك يضرب الله الا مثال * للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما فى الا رض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولائك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد) *)) ) * العمد: اسم جمع، ومن أطلق عليه جمعا فلكونه يفهم منه ما يفهم من الجمع، وهي الأساطين. قال الشاعر:
* وجيش الجن إني قد أذنت لهم * يبغون تدمر بالصفاح والعمد * والمفرد عماد وعمد، كإهاب وأهب. وقيل: عمود وعمد كأديم وأدم، وقضيم وقضم. والعماد والعمود ما يعمد به يقال: عمدت الحائط أعمده عمدا إذا أدعمته، فاعتمد الحائط على العماد أي: امتسك بها. ويقال: فلان عمدة قومه إذا كانوا يعتمدونه فيما يخزيهم. ويجمع عماد على عمد بضمتين كشهاب وشهب، وعمود على عمد أيضا كرسول ورسل، وزبور وزبر هذا في الكثرة، ويجمعان في القلة على أعمدة.
الصنو: الفرع يجمعه، وآخر أصل واحد، وأصله المثل ومنه قيل: للعم صنو، وجمعه في لغة الحجاز صنوان بكسر الصاد كقنو وقنوان، ويضمها في لغة تميم وقيس، كذئب وذؤبان. ويقال: صنوان بفتح الصاد وهو اسم جمع لا جمع تكسير، لأنه ليس من أبنيته.
الجديد ضد الخلق والبالي، ويقال: ثوب جديد أي كما فرغ من عمله، وهو فعيل بمعنى مفعول كأنه كما قطع من النسج.
المثلة: العقوبة، ويجمع بالألف والتاء كسموة وسماوات. ولغة الحجاز مثلة بفتح الميم وسكون الثاء، ولغة تميم بضم الميم وسكون الثاء، وسميت العقوبة بذلك لما بين العقاب والمعاقب من المماثلة كقوله تعالى: * (وجزاء سيئة سيئة مثلها) * أو لأنها من المثال بمعنى القصاص. يقال: أمثلت الرجل من صاحبه، وأقصصته، أو لأنها لعظم نكالها يضرب بها المثل.
السارب اسم فاعل من سرب أي تصرف كيف شاء. قال الشاعر:
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»