تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٤ - الصفحة ٩١
وقيل: أول من أسلم يوم الميثاق فيكون سابقا على الخلق كلهم، كما قال: وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح.
* (ولا تكونن من المشركين) *) * أي وقيل لي والمعنى أنه أمر بالإسلام ونهى عن الشرك، هكذا خرجه الزمخشري وابن عطية على إضمار. وقيل لي: لأنه لا ينتظم عطفه على لفظ * (*) * أي وقيل لي والمعنى أنه أمر بالإسلام ونهى عن الشرك، هكذا خرجه الزمخشري وابن عطية على إضمار. وقيل لي: لأنه لا ينتظم عطفه على لفظ * (إنى أمرت أن أكون أول من أسلم) * فيكون مندرجا تحت لفظ * (قل) * إذ لو كان كذلك لكان التركيب ولا أكون من المشركين. وقيل: هو معطوف على معمول * (قل) * حملا على المعنى، والمعنى * (قل إنى) * قيل لي كن * (أول من أسلم ولا تكونن من المشركين) * فهما جميعا محمولان على القول لكن أتى الأول بغير لفظ القول، وفيه معناه فحمل الثاني على المعنى وقيل هو معطوف على * (قل) * أمر بأن يقول كذا ونهى عن كذا. وقيل: هو نهى عن موالاة المشركين. وقيل: الخطاب له لفظا والمراد أمته وهذا هو الظاهر لقوله * (لئن أشركت ليحبطن عملك) * والعصمة تنافي إمكان الشرك.
* (قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم) *) * الظاهر أن الخوف هنا على بابه وهو توقع المكروه. وقال ابن عباس معنى * (*) * الظاهر أن الخوف هنا على بابه وهو توقع المكروه. وقال ابن عباس معنى * (أخاف) * أعلم و * (عصيت) * عامة في أنواع المعاصي، ولكنها هنا إنما تشير إلى الشرك الذي نهى عنه قاله ابن عطية. والخوف ليس بحاصل لعصمته بل هو معلق بشرط هو ممتنع في حقه صلى الله عليه وسلم) وجوابه محذوف ولذلك جاء بصيغة الماضي. فقيل: هو شرط معترض لا موضع له من الإعراب كالاعتراض بالقسم. وقيل: هو في موضع نصب على الحال كأنه قيل إني أخاف عاصيا ربي. وقال أبو عبد الله الرازي: مثال الآية إن كانت الخمسة زوجا كانت منقسمة متساويتين يعني أنه تعليق على مستحيل واليوم العظيم هو يوم القيامة.
* (من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه) * قرأ حمزة وأبو بكر والكسائي * (من يصرف) * مبنيا للفاعل فمن مفعول مقدم والضمير في * (يصرف) * عائد على الله ويؤيده قراءة أبي * (من يصرف) * الله وفي * (عنه) * عائد على العذاب والضمير المستكن في * (رحمه) * عائد على الرب أي أي شخص يصرف الله عنه العذاب فقد رحمه الرحمة العظمى وهي النجاة من العذاب، وإذا نجى من العذاب دخل الجنة ويجوز أن يعرب من مبتدأ والضمير في * (عنه) * عائد عليه، ومفعول * (* بصرف) * محذوف اختصارا إذ قد تقدم في الآية قبل التقدير أي شخص يصرف الله العذاب عنه فقد رحمه، وعلى هذا يجوز أن يكون من باب الاشتغال فيكون * (صلح من) * منصوبا بإضمار فعل يفسره معنى * (يصرف) * ويجوز على إعراب * (من) * مبتدأ أن يكون المفعول مذكورا، وهو * (يومئذ) * على حذف أي هول يومئذ فينتصب * (يومئذ) * انتصاب المفعول به. وقرأ باقي السبعة * (من يصرف) * مبنيا للمفعول ومعلوم أن الصارف هو الله تعالى، فحذف للعلم به أو للإيجاز إذ قد تقدم ذكر الرب ويجوز في هذا الوجه أن يكون الضمير في * (يصرف) * عائدا على * (من) * وفي * (عنه) * عائدا على العذاب أي أي شخص يصرف عن العذاب، ويجوز أن يكون الضمير عائدا على * (من) * ومفعول * (يصرف) * * (يومئذ) * وهو
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»