تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٨
فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين * قالوا ياموسىإنا لن ندخلهآ أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلاإنا هاهنا قاعدون * قال رب إنى لاأملك إلا نفسى وأخى فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين * قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الا رض فلا تأس على القوم الفاسقين) *)) ) * نقب في الجبل والحائط فتح فيه ما كان منسدا، والتنقيب التفتيش، ومنه * (فنقبوا فى البلاد) * ونقب على القوم ينقب إذا صار نقيبا، أي يفتش عن أحوالهم وأسرارهم، وهي النقابة. والنقاب الرجل العظيم، والنقب الجرب واحده النقبة، ويجمع أيضا على نقب على وزن ظلم، وهو القياس. وقال الشاعر:
* متبذلا تبدو محاسنه * يضع الهناء مواضع النقب * أي الجرب. والنقبة سراويل بلا رجلين، والمناقب الفضائل التي تظهر بالتنقيب. وفلانة حسنة النقبة النقاب أي جميلة، والظاهر أن النقيب فعيل للمبالغة كعليم، وقال أبو مسلم: بمعنى مفعول، يعني أنهم اختاروه على علم منهم. وقال الأصم: هو المنظور إليه المسند إليه الأمر والتدبير، عزر الرجل قال يونس بن حبيب: أثنى عليه بخير. وقال أبو عبيدة: عظمة. وقال الفراء: رده عن الظلم: ومنه التعزير لأنه يمنع من معاودة القبيح. قال القطامي:
* ألا بكرت مي بغير سفاهة * تعاتب والمودود ينفعه العزر * أي المنع. وقال آخر في معنى التعظيم:
* وكم من ماجد لهم كريم * ومن ليث يعزر في الندي * وعلى هذه النقول يكون من باب المشترك. وجعله الزمخشري من باب المتواطىء قال: عزرتموه نصرتموه ومنعتموه من أيدي العدو، ومنه التعزير وهو التنكيل والمنع من معاودة الفساد، وهو قول الزجاج، قال: التعزير الردع، عزرت فلانا فعلت به ما يردعه عن القبيح، مثل نكلت به. فعلى هذا يكون تأويل عزرتموهم رددتم عنهم أعداءهم انتهى. ولا يصح إلا إن كان الأصل في عزرتموهم أي عزرتم بهم.
طلع الشيء برز وظهر، واطلع افتعل منه. غرا بالشيء غراء، وغر ألصق به وهو الغري الذي يلصق به. وأغرى فلان زيدا بعمرو ولعه به،
(٤٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 ... » »»