تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٥٣٠
سورة الفيل مكية وهي خمس آيات بسم الله الرحمن الرحيم * (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) * الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وهو وإن لم يشهد تلك الوقعة لكن شاهد آثارها وسمع بالتواتر أخبارها فكأنه رآها وإنما قال * (كيف) * ولم يقل ما لأن المراد تذكير ما فيها من وجوه الدلالة على كمال علم الله تعالى وقدرته وعزة بيته وشرف رسوله صلى الله عليه وسلم فإنها من الإرهاصات إذ روي أنها وقعت في السنة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قصتها أن أبرهة بن الصباح الأشرم ملك اليمن من قبل أصحمة النجاشي بنى كنيسة بصنعاء وسماها القليس وأراد أن يصرف الحاج إليها فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلا فأغضبه ذلك فحلف ليهدمن الكعبة فخرج بجيشه ومعه فيل قوي اسمه محمود وفيلة أخرى فلما تهيأ للدخول وعبى جيشه قدم الفيل وكان كلما وجهوه إلى الحرم برك ولم يبرح وإذا رجعوه إلى اليمن أو إلى جهة أخرى هرول فأرسل الله تعالى طيرا مع كل واحد في منقاره حجر وفي رجليه حجران أكبر من العدسه وأصغر من الحمصة فترميهم فيقع الحجر في رأس الرجل فيخرج من دبره فهلكوا جميعا وقرئ * (ألم تر) * جدا في إظهار أثر الجازم وكيف نصب بفعل لأبتر لما فيه من معنى الاستفهام
(٥٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 ... » »»