تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٥٤٢
فأثن على الله تعالى بصفات الجلال حامدا له على صفات الإكرام * (واستغفره) * هضما لنفسك واستقصارا لعملك واستدراكا لما فرط منك من الالتفات إلى غيره وعنه عليه صلى الله عليه وسلم إني لأستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة وقيل استغفره لأمتك وتقديم التسبيح على الحمد ثم الحمد على الاستغفار على طريق النزول من الخالق إلى الخلق كما قيل ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله * (إنه كان توابا) * لمن استغفره مذ خلق المكلفين والأكثر على أن السورة نزلت قبل فتح مكة وأنه نعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه لما قرأها بكى العباس رضي الله عنه فقال صلى الله عليه وسلم ما يبكيك فقال نعيت إليك نفسك فقال إنها لكما تقول ولعل ذلك لدلالتها على تمام الدعوة وكمال أمر الدين فهي كقوله تعالى * (اليوم أكملت لكم دينكم) * أو لأن الأمر بالاستغفار تنبيه على دنو الأجل ولهذا سميت سورة التوديع
(٥٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 536 537 538 539 541 542 543 544 545 546 547 ... » »»