تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٤٦١
* (الذي خلقك فسواك فعدلك) * صفة ثانية مقررة للربوبية مبينة للكرم منبهة على أن من قدر على ذلك أولا قدر عليه ثانيا والتسوية جعل الأعضاء سليمة مسواة معدة لمنافعها والتعديل جعل البنية معدلة متناسبة الأعضاء أو معدلة بما تسعدها من القوى وقرأ الكوفيون فعدلك بالتخفيف أي عدل بعض أعضائك ببعض حتى اعتدلت أو فصرفك عن خلقه غيرك وميزك بخلقة فارقت خلقة سائر الحيوان * (في أي صورة ما شاء ركبك) * أي ركبك في أي صورة شاءها و * (ما) * مزيدة وقيل شرطية و * (ركبك) * جوابها و الظرف صلة عدلك وإنما لم يعطف الجملة على ما قبلها لأنها بيان لعدلك * (كلا) * ردع الاغترار بكرم الله وقوله * (بل تكذبون بالدين) * إضراب إلى بيان ما هو السبب الأصلي في اغترارهم والمراد * (بالدين) * الجزاء أو الإسلام * (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون) * تحقيق لما يكذبون به ورد لما يتوقعون من التسامح والإهمال وتعظم الكتبة بكونهم كراما عند الله لتعظيم الجزاء * (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم) * بيان لما يكتبون لأجله * (يصلونها) * يقاسون حرها * (يوم الدين) * * (وما هم عنها بغائبين) * لخلودهم فيها وقيل معناه وما يغيبون عنها قبل ذلك إذ كانوا يجدون سمومها في القبور
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»