تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٤١٤
لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس والجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه ليعلو ولا يعلى فقالت قريش صبا الوليد فقال ابن أخيه أبو جهل أنا أكفيكموه فقعد إليه حزينا وكلمه بما أحماه فناداهم فقال تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه يخنق وتقولون إنه كاهن فهل رأيتموه يتكهن وتزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا فقالوا لا فقال ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه ففرحوا بقوله وتفرقوا عنه متعجبين منه * (ثم قتل كيف قدر) * تكرير للمبالغة وثم للدلالة على أن الثانية أبلغ من الأولى وفيما بعد على أصلها * (ثم نظر) * أي في أمر القرآن مرة بعد أخرى * (ثم عبس) * قطب وجهه لما لم يجد فيه مطعنا ولم يدر ما يقول أو نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطب في وجهه * (وبسر) * اتباع لعبس * (ثم أدبر) * عن الحق أو الرسول صلى الله عليه وسلم * (واستكبر) * عن اتباعه * (فقال إن هذا إلا سحر يؤثر) * يروى ويتعلم والفاء للدلالة على أنه لما خطرت هذه الكلمة بباله تفوه بها من غير تلبث وتفكر * (إن هذا إلا قول البشر) * كالتأكيد للجملة الأولى ولذلك لم يعطف عليها * (سأصليه سقر) * تفخيم لشأنها وقوله تعالى * (وما أدراك ما سقر) * تفخيم لشأنها وقوله * (لا تبقي ولا تذر) * بيان لذلك أو حال من سقر والعامل فيها معنى التعظيم والمعنى لا تبقي على شيء يلقى فيها ولا تدعه حتى تهلكه
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»