والعامل فيها معنى الإشارة أو خبر والجنة صفة تلكم وان في المواقع الخمسة هي المخففة أو المفسرة لان المناداة والتأذين من القول * (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا) * إنما قالوه تبجحا بحالهم وشماتة بأصحاب النار وتحسيرا لهم وانما لم يقل ما وعدكم كما قال * (ما وعدنا) * لان ما ساءهم من الموعود لم يكن باسره مخصوصا وعده بهم كالبعث والحساب ونعيم أهل الجنة * (قالوا نعم) * وقرأ الكسائي بكسر العين وهما لغتان * (فأذن مؤذن) * قيل هو صاحب الصور * (بينهم) * بين الفريقين * (أن لعنة الله على الظالمين) * وقرأ ابن كثير في رواية للبزي وابن عامر وحمزة والكسائي * (أن لعنة الله) * بالتشديد والنصب قرئ * (إن) * بالكسر على إرادة القول أو اجراء أذن مجرى قال * (الذين يصدون عن سبيل الله) * صفة للظالمين مقررة أو ذم مرفوع أو منصوب * (ويبغونها عوجا) * زيغا وميلا عما هو عليه والعرج بالكسر في المعاني والأعيان ما لم تكن منتصبة وبالفتح ما كان في المنتصبة كالحائط والرمح * (وهم بالآخرة كافرون) * * (وبينهما حجاب) * أي بين الفريقين لقوله تعالى * (فضرب بينهم بسور) * أو بين الجنة والنار ليمنع وصول اثر إحداهما إلى الأخرى * (وعلى الأعراف) * وعلى أعراف الحجاب أي أعاليه وهو السور المضروب بينهما جمع عرف مستعار من عرف الفرس
(٢٢)