* (بلى) * إيجاب لما بعد لن أي بلى يكفيكم ثم وعد لهم الزيادة على الصبر والتقوى حثا عليهما وتقوية لقلوبهم فقال * (إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم) * أي المشركون * (من فورهم هذا) * من ساعتهم هذه وهو في الأصل مصدر من فارت القدر إذ غلت فاستعير للسرعة ثم أطلق للحال التي لا ريث فيها ولا تراخي والمعنى إن يأتوكم في الحال * (يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة) * في حال إتيانهم بلا تراخ ولا تأخير * (مسومين) * معلمين من التسويم الذي هو إظهار سيما الشيء لقوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه تسوموا فإن الملائكة قد تسومت أو مرسلين من التسويم بمعنى الأسامة وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بكسر الواو * (وما جعله الله) * وما جعل إمدادكم بالملائكة * (إلا بشرى لكم) * إلا بشارة لكم بالنصر * (ولتطمئن قلوبكم به) * ولتسكن إليه من الخوف * (وما النصر إلا من عند الله) * لا من العدة والعدد وهو تنبيه على أنه لا حاجة في نصرهم إلى مدد وإنما أمدهم ووعد لهم به إشارة لهم وربطا على قلوبهم من حيث إن نظر العامة إلى الأسباب أكثر وحثا على أن لا يبالوا بمن تأخر عنهم * (العزيز) * الذي لا يغالب في أقضيته * (الحكيم) * الذي ينصر ويخذل بوسط وبغير وسط على مقتضى الحكمة والمصلحة * (ليقطع طرفا من الذين كفروا) * متعلق بنصركم أو * (وما النصر) * إن كان اللام فيه للعهد والمعنى لينقص منهم بقتل بعض وأسر آخرين وهو ما كان يوم بدر من قتل سبعين
(٨٩)