تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٨٦
الأنامل غيظا وأن يكون خارجا عنه بمعنى قل لهم ذلك ولا تتعجب من اطلاعي إياك على أسرارهم فإني عليم بالأخفى من ضمائرهم * (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها) * بيان لتناهي عداوتهم إلى حد حسدوا ما نالهم من خير ومنفعة وشمتوا بما أصابهم من ضر وشدة والمس مستعار للإصابة * (وإن تصبروا) * على عداوتهم أو على مشاق التكاليف * (وتتقوا) * موالاتهم أو ما حرم الله جل جلاله عليكم * (لا يضركم كيدهم شيئا) * بفضل الله عز وجل وحفظه الموعود للصابرين والمتقين ولأن المجد في الأمر المتدرب بالاتقاء والصبر يكون قليل الانفعال جريا على الخصم وضمه الراء للاتباع كضمه مد وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب * (لا يضركم) * من ضاره يضيره * (إن الله بما يعملون) * من الصبر والتقوى وغيرهما * (محيط) * أي محيط علمه فيجازيكم مما أنتم أهله وقرئ بالياء أي * (بما يعملون) * في عداوتكم عليم فيعاقبهم عليه * (وإذ غدوت) * أي واذكر إذ غدوت * (من أهلك) * أي من حجرة عائشة رضي الله عنها * (تبوئ المؤمنين) * تنزلهم أو تسوي وتهيئ لهم ويؤيده القراءة باللام * (مقاعد للقتال) * مواقف وأماكن له وقد يستعمل المقعد والمقام بمعنى المكان على الاتساع كقوله تعالى * (في مقعد صدق) * وقوله تعالى * (قبل أن تقوم من مقامك) * * (والله سميع) * لأقوالكم * (عليم) * بنياتكم روي أن المشركين نزلوا بأحد يوم الأربعاء ثاني عشر من شوال سنة ثلاث من الهجرة فاستشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه وقد دعا
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»