* (أينما تكونوا يدرككم الموت) * قرئ بالرفع على حذف الفاء كما في قوله من يفعل الحسنات الله يشكرها أو على أنه كلام مبتدأ وأينما متصل ب * (لا تظلمون) * * (ولو كنتم في بروج مشيدة) * في قصور أو حصون مرتفعة والبروج في الأصل بيوت على أطراف القصور من تبرجت المرأة إذا ظهرت وقرئ مشيدة بكسر الياء وصفا لها بوصف فاعلها كقولهم قصيدة شاعرة ومشيدة من شاد القصر إذا رفعه * (وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك) * كما تقع الحسنة والسيئة على الطاعة والمعصية يقعان على النعمة والبلية وهما المراد في الآية أي وإن تصبهم نعمة كخصب نسبوها إلى الله سبحانه وتعالى وإن تصبهم بلية كقحط أضافوها إليك وقالوا إن هي إلا بشؤمك كما قالت اليهود منذ دخل محمد المدينة نقصت ثمارها وغلت أسعارها * (قل كل من عند الله) * أي يبسط ويقبض حسب إرادته * (فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) * يوعظون به وهو القرآن فإنهم لو فهموه وتدبروا معانية لعلموا أن الكل من عند الله سبحانه وتعالى أو حديثا ما كبهائم لا أفهام لها أو حادثا من صروف الزمان فيتفكرون فيه فيعلمون أن القابض والباسط هو الله سبحانه وتعالى * (ما أصابك) * يا إنسان * (من حسنة) * من نعمة * (فمن الله) * أي تفضلا منه فإن كل ما يفعله الإنسان من الطاعة لا يكافئ نعمة الوجود فكيف يقتضي غيره ولذلك قال
(٢٢١)