تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ١٢٤
والرسول ولذلك نظمه مع قتل الأنبياء وفيه تنبيه على أنه ليس أول جريمة ارتكبوها وأن من اجترأ على قتل الأنبياء لم يستبعد منه أمثال هذا القول وقرأ حمزة (سيكتب) بالياء وضمها وفتح التاء وقتلهم بالرفع ويقول بالياء * (ونقول ذوقوا عذاب الحريق) * أي وننتقم منهم بأن نقول لهم ذوقوا العذاب المحرق وفيه مبالغات في الوعيد والذوق إدراك الطعوم وعلى الاتساع يستعمل لإدراك سائر المحسوسات والحالات وذكره ها هنا لأن العذاب مرتب على قولهم الناشئ عن البخل والتهالك على المال وغالب حاجة الإنسان إليه لتحصيل المطاعم ومعظم بخله به للخوف من فقدانه ولذلك كثر ذكر الأكل مع المال * (ذلك) * إشارة إلى العذاب * (بما قدمت أيديكم) * من قتل الأنبياء وقولهم هذا وسائر معاصيهم عبر بالأيدي عن الأنفس لأن أكثر أعمالها بهن * (وأن الله ليس بظلام للعبيد) * عطف على ما قدمت وسببيته للعذاب من حيث إن نفي الظلم يستلزم العدل المقتضي إثابة المحسن ومعاقبة المسئ
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»