تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ١٢٧
عنها والزحزحة في الأصل تكرير الزح وهو الجذب بعجلة * (وأدخل الجنة فقد فاز) * بالنجاة ونيل المراد والفوز الظفر بالبغية وعن النبي صلى الله عليه وسلم من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ويأتي إلى الناس ما يجب أن يؤتى إليه * (وما الحياة الدنيا) * أي لذاتها وزخارفها * (إلا متاع الغرور) * شبهها بالمتاع الذي يدلس به على المستام ويغر حتى يشتريه وهذا لمن أثرها على الآخرة فأما من طلب بها الآخرة فهي له متاع بلاغ والغرور مصدر أو جمع غار * (لتبلون) * أي والله لتختبرن * (في أموالكم) * بتكليف الإنفاق وما يصيبها من الآفات * (وأنفسكم) * بالجهاد والقتل والأسر والجراح وما يرد عليها من المخاوف والأمراض والمتاعب * (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا) * من هجاء الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن في الدين وإغراء الكفرة على المسلمين أخبرهم بذلك قبل وقوعها ليوطنوا أنفسهم على الصبر والاحتمال ويستعدوا للقائها حتى لا يرهقهم نزولها * (وإن تصبروا) * على ذلك * (وتتقوا) * مخالفة أمر الله * (فإن ذلك) * يعني الصبر والتقوى * (من عزم الأمور) * من معزومات الأمور التي يجب العزم عليها أو مما عزم الله عليه أي أمر به وبالغ فيه والعزم في الأصل ثبات الرأي على الشيء نحو إمضائه * (وإذ أخذ الله) * أي اذكر وقت أخذه * (ميثاق الذين أوتوا الكتاب) * يريد به العلماء * (لتبيننه للناس ولا تكتمونه) * حكاية لمخاطبتهم وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية ابن عياش بالياء لأنهم غيب واللام جواب القسم الذي ناب عنه قوله * (أخذ الله ميثاق الذين) * والضمير للكتاب * (فنبذوه) * أي الميثاق * (وراء ظهورهم) * فلم يراعوه ولم
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»