تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٩٠
لا يقال لم لا يجوز أن تكون مزيدة للتنبيه والدلالة على انقطاع كلام واستئناف آخر كما قاله قطرب أو إشارة إلى كلمات هي منها اقتصرت عليها اقتصار الشاعر في قوله (قلت لها قفي فقالت قاف) كما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال الألف آلاء الله واللام لفظه والميم ملكه وعنه أن الر وحم ون مجموعها الرحمن وعنه أن ألم معناه أنا الله أعلم ونحو ذلك في سائر الفواتح وعنه أن الألف من الله واللام من جبريل والميم من محمد أي القرآن منزل من الله بلسان جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام أو إلى مدد أقوام وآجال بحساب الجمل كما قال أبو العالية متمسكا بما روي أنه عليه الصلاة والسلام لما أتاه اليهود تلا عليهم ألم البقرة فحسبوه وقالوا كيف ندخل في دين مدته إحدى وسبعون سنة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا فهل غيره فقال المص والر والمر فقالوا خلطت علينا فلا ندري بأيها نأخذ فإن تلاوته إياها بهذا الترتيب عليهم وتقريرهم على استنباطهم دليل على ذلك وهذه الدلالة وإن لم تكن عربية لكنها لاشتهارها فيما بين الناس حتى العرب تلحقها بالمعربات كالمشكاة والسجيل والقسطاس أو دلالة على الحروف المبسوطة مقسما بها لشرفها من حيث إنها بسائط أسماء الله تعالى ومادة خطابه. هذا وإن القول بأنها أسماء السور يخرجها ما ليس في لغة العرب لأن التسمية بثلاثة
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»