تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٥١٢
على الله تعالى والمجترىء عليه لا يكون برا متقيا ولا موثوقا به إصلاح ذات البين * (والله سميع) * لأيمانكم * (عليم) * بنياتكم. * (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم) * اللغو الساقط الذي لا يعتد به من كلام غيره ولغو اليمين مالا عقد معه كما سبق به اللسان أو تكلم به جاهلا لمعناه كقول العرب لا والله وبلى والله لمجرد التأكيد لقوله * (ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) * والمعنى لا يؤاخذكم الله بعقوبة ولا كفارة بما لا قصد معه ولكن يؤاخذكم بهما أو بأحدهما بما قصدتم من الإيمان وواطأت فيها قلوبكم ألسنتكم وقال أبو حنيفة اللغو أن يحلف الرجل بناء على ظنه الكاذب والمعنى لا يعاقبكم بما أخطأتم فيه من الأيمان ولكن يعاقبكم بما تعمدتم الكذب فيه * (والله غفور) * حيث لم يؤاخذ باللغو * (حليم) * حيث لم يعجل بالمؤاخذة على يمين الجد تربصا للتوبة. * (للذين يؤلون من نسائهم) * أي يحلفون على أن لا يجامعوهن والإيلاء الحلف وتعديته بعلى ولكن لما ضمن هذا القسم معنى البعد عدي بمن * (تربص أربعة أشهر) * مبتدأ وما قبله خبره أو فاعل الظرف على خلاف سبق والتربص الانتظار والتوقف أضيف إلى الظرف على الاتساع أي للمولى حق التلبث في هذه المدة فلا يطالب بفيء ولا
(٥١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 ... » »»