تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٤٣٢
والإحسان وعن النبي صلى الله عليه وسلم من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفا صالحا يرضاه * (وأولئك هم المهتدون) * للحق والصواب حيث استرجعوا وسلموا لقضاء الله تعالى. * (إن الصفا والمروة) * هما علما جبلين بمكة * (من شعائر الله) * من أعلام مناسكه جمع شعيرة وهي العلامة * (فمن حج البيت أو اعتمر) * الحج لغة القصد والاعتمار الزيارة فغلبا شرعا على قصد البيت وزيارته على الوجهين المخصوصين * (فلا جناح عليه أن يطوف بهما) * كان إساف على الصفا ونائلة على المروة وكان أهل الجاهلية إذا سعوا مسحوهما فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام تحرج المسلمون أن يطوفوا بينهما لذلك فنزلت والإجماع على أنه مشروع في الحج والعمرة وإنما الخلاف في وجوبه فعن أحمد أنه سنة وبه قال أنس وابن عباس رضي الله عنهم لقوله * (فلا جناح عليه) * فإنه يفهم منه التخيير وهو ضعيف لأن نفي الجناح يدل على الجواز الداخل في معنى الوجوب فلا يدفعه وعن أبي حنيفة رحمه الله تعالى أنه واجب يجبر بالدم وعن مالك والشافعي رحمهما الله أنه ركن لقوله عليه الصلاة والسلام اسعوا فإن الله كتب عليكم
(٤٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 ... » »»