تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ١١٩
سمي الداعي مصليا تشبيها له في تخشعه بالراكع الساجد. * (ومما رزقناهم ينفقون) * الرزق في اللغة الحظ قال تعالى * (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) * والعرف خصصه بتخصيص الشيء بالحيوان للانتفاع به وتمكينه منه. وأما المعتزلة لما استحالوا على الله تعالى أن يمكن من الحرام لأنه منع من الانتفاع به وأمر بالزجر عنه قالوا الحرام ليس برزق ألا ترى أنه تعالى أسند الرزق ههنا إلى نفسه إيذانا بأنهم ينفقون الحلال المطلق فإن إنفاق الحرام لا يوجب المدح وذم المشركين على تحريم بعض ما رزقهم الله تعالى بقوله * (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا) * وأصحابنا جعلوا الإسناد للتعظيم والتحريض على الإنفاق والذم لتحريم ما لم يحرم واختصاص ما رزقناهم بالحلال للقرينة وتمسكوا لشمول الرزق له
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 121 122 123 124 125 ... » »»