تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ١١٤
فيعل خفف كقيل والمراد به الخفي الذي لا يدركه الحس ولا تقتضيه بديهة العقل وهو قسمان قسم لا دليل عليه وهو المعني بقوله تعالى * (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) * وقسم نصب موقع عليه دليل كالصانع وصفاته واليوم الآخر وأحواله وهو المراد به في هذه الآية هذا إذا جعلته صلة للإيمان وأوقعته موقع المفعول به وإن جعلته حالا على تقدير ملتبسين بالغيب كان بمعنى الغيبة والخفاء والمعنى أنهم يؤمنون غائبين عنكم لا كالمنافقين الذين إذا * (لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون) * أو عن المؤمن به لما روي أن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال والذي لا إله غيره ما آمن أحد أفضل من إيمان بغيب ثم قرا هذه الآية وقيل المراد بالغيب القلب لأنه مستور والمعنى يؤمنون بقلوبهم لا كمن يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم فالباء عل الأول للتعدية وعلى الثاني للمصاحبة وعلى الثالث للآلة.
(١١٤)
مفاتيح البحث: الستر (1)، الإخفاء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»