تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ٨٨
ما قيل في ذلك فاعلمه. ومعنى " ولكل درجات " أي ولكل عامل بطاعة درجات في الثواب ولكل عامل بمعصية دركات في العقاب. (وما ربك بغافل) أي ليس بلاه ولا ساه. والغفلة أن يذهب الشئ عنك لاشتغالك بغيره. (عما يعلمون) قرأه ابن عامر بالتاء، الباقون بالياء.
قوله تعالى: وربك الغنى ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين (133) قوله تعالى: (وربك الغنى) أي عن خلقه وعن أعمالهم. (ذو الرحمة) أي بأوليائه وأهل طاعته (إن يشأ يذهبكم) بالإماتة والاستئصال بالعذاب. (ويستخلف من بعدكم ما يشاء) أي خلقا آخر أمثل منكم وأطوع. (كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين) والكاف في موضع نصب، أي يستخلف من بعدكم ما يشاء استخلافا مئل ما أنشأكم، ونظيره " إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين (1) ". " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم (2) ". فالمعنى يبدل غيركم مكانكم، كما تقول: أعطيتك من دينارك ثوبا.
قوله تعالى: إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين (134) قوله تعالى: (إن ما توعدون لآت) يحتمل أن يكون من " أوعدت " في الشر، والمصدر الإيعاد. والمراد عذاب الآخرة. ويحتمل أن يكون من " وعدت " على أن يكون المراد الساعة التي في مجيئها الخير والشر فغلب الخير. روي معناه عن الحسن. (وما أنتم بمعجزين) أي فائتين، يقال: أعجزني فلان، أي فاتني وغلبني.
قوله تعالى: قل يقوم اعلموا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون (135)

(1) راجع ج 5 ص 409.
(2) راجع ج 16 ص 257.
(٨٨)
مفاتيح البحث: الغنى (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»