تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ٢٣٤
لم يمنع الشرب منها غير أن هتفت * حمامة في سحوق ذات أوقال (1) قال الكسائي: ولا يجوز جاءني غيرك، في الإيجاب، لأن إلا لا تقع هاهنا قال النحاس لا يجوز عند البصريين نصب " غير " إذا لم يتم الكلام. وذلك عندهم من أقبح اللحن.
قوله تعالى: قال الملأ من قومه إنا لنريك في ضلل مبين (60) قال يقوم ليس بي ضللة ولكني رسول من رب العالمين (61) أبلغكم رسالات ربى وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون (62) " الملأ " أشرف القوم ورؤساؤهم. وقد تقدم بيانه في البقرة (2). الضلال والضلالة:
العدول عن طريق الحق، والذهاب عنه. أي إنا لنراك في دعائنا إلى إله واحد في ضلال عن الحق. (أبلغكم) بالتشديد من التبليغ، وبالتخفيف من الإبلاغ. وقيل: هما بمعنى واحد لغتان، مثل كرمه وأكرمه. (وأنصح لكم) النصح: إخلاص النية من شوائب الفساد في المعاملة، بخلاف الغش. يقال: نصحته ونصحت له نصيحة ونصاحة ونصحا. وهو باللام أفصح. قال الله تعالى: " وأنصح لكم " والاسم النصيحة. والنصيح الناصح، وقوم نصحاء. ورجل ناصح الجيب أي نقي القلب. قال الأصمعي: الناصح الخالص من العسل وغيره. مثل الناصع. وكل شئ خلص فقد نصح. وانتصح فلان أقبل على النصيحة.
يقال: انتصحني إنني لك ناصح. والناصح الخياط. والنصاح السلك يخاط به. والنصاحات أيضا الجلود. قال الأعشى:
فترى الشرب نشاوى كلهم * مثل ما مدت نصاحات الربح الربح لغة في الربع، وهو الفصيل. والربح أيضا طائر. وسيأتي لهذا زيادة معنى في " براءة (3) " إن شاء الله تعالى.

(1) البيت لأبي قيس بن الأسلت. السحوق: ما طال من الدوم. وفى الخزانة: في غصون. وأوقاله ثماره.
خ ج 2 ص 45.
(2) راجع ج 3 ص 243.
(3) راجع ج 8 ص 226.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»