تفسير العز بن عبد السلام - عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ١ - الصفحة ٤١١
.......................
94 - قوله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد) * في قوله ليبلونكم تأويلان:
أحدهما: معناه ليكلفنكم، والثاني: ليختبرنكم قاله قطرب والكلبي. وقي قوله * (من الصيد) * قولان:
أحدهما: أن ' من ' للتبعيض في هذا الموضع لأن الحكم يتعلق بصيد / البر دون البحر، وبصيد الحرم والإحرام دون الحل والإحلال، والثاني: أن ' من ' في هذا الموضع داخلة للتجنيس نحو قوله: * (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) * [الحج: 30] قاله الزجاج.
* (تناله أيديكم ورماحكم) * فيه تأويلان، أحدهما: ما تناله [أيدينا] البيض، ورماحنا الصيد قاله مجاهد، والثاني: ما تناله أيدينا الصغار ورماحنا الكبار قاله ابن عباس.
* (ليعلم الله من يخافه بالغيب) * فيه أربعة تأويلات أحدها: أن معنى ليعلم ليرى فعبر عن الرؤية بالعلم لأنها تؤول إليه قاله الكلبي، والثاني: معناه ليعلم أولياء الله من يخافه بالغيب، ' والثالث: معناه ليعلموا أن الله يعلم من يخافه بالغيب ' والرابع: معناه ليخافوا الله بالغيب والعلم مجاز.
وقوله * (بالغيب) * يعني في السر كما يخافونه في العلانية، * (فمن اعتدى بعد ذلك) * يعنى فمن اعتدى في قتل الصيد بعد ورود النهي * (فله عذاب أليم) * أي مؤلم قال الكلبي نزلت يوم الحديبية وقد غشى الصيد الناس وهم محرمون بعمرة.
95 - قوله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم) * فيه ثلاثة أقاويل أحدها: يعني الإحرام بحج أو عمرة قاله الأكثرون، والثاني: بالمحرم الداخل إلى
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»