تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٠
* (واذكر اسم ربك) * الذي هو أنت، أي: اعرف نفسك واذكرها ولا تنساها فينساك الله، واجتهد لتحصيل كمالها بعد معرفة حقيقتها * (وتبتل) * وانقطع إلى الله بالإعراض عما سواه انقطاعا تاما معتدا به * (رب المشرق والمغرب) * أي: الذي ظهر عليك نوره فطلع من أفق وجودك بإيجادك، والمغرب الذي اختفى بوجودك وغرب نوره فيك واحتجب بك * (لا إله) * في الوجود * (إلا هو) * أي: لا شيء في الوجود يعبد غيره، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن * (فاتخذه وكيلا) * أي: انسلخ عن فعلك وتدبيرك برؤية جميع الأفعال منه فيكون أمرك موكولا إليه يدبر أمرك ويفعل بك ما يشاء فكنت متوكلا.
* (واصبر على ما يقولون) * واحبس نفسك عن الطيش والاضطراب والحركة في طلب الرزق والاهتمام به على ما توسوس إليك قوى نفسك وتلقي إليك من خواطر الوهم ودواعي الشهوة ونوازغ الهوى فتبعثك وتتعبك في حوائجك * (واهجرهم) * بالإعراض عنهم * (هجرا) * مبنيا على العلم الشرعي والعقلي لا على الهوى والرعونة * (وذرني) * وإياهم فإنهم المكذبون بمقام التوكل وتكفلي بحوائجك لاحتجابهم بما أنعمت عليهم من نعمة الإدراك والشعور والقدرة والإرادة عني فلا يشعرون إلا بقواهم وقدرهم ولا يصدقون قولي * (ومهلهم قليلا) * ريثما اسلب عنهم القوى والقدرة بتجلي الصفات فيظهر عجزهم.
تفسير سورة المزمل من [آية 12 - 20] * (إن لدينا) * قيودا شرعية وتكاليف مانعة لهم عن أفعالها * (وجحيما) * من حر نار التعب في الطلب * (وطعاما ذا غصة) * من مخالفات طباعهم وحقوقهم بدل حظوظهم * (وعذابا أليما) * من أنواع الرياضة والمجاهدة.
* (يوم ترجف) * أرض النفس باستيلاء إشراقات أنوار التجليات في القلب فتقشعر
(٣٦٠)
مفاتيح البحث: سورة المزمل (1)، الرزق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»