تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٤
إلى الآية 23] * (فويل يومئذ للمكذبين) * الذين احتجبوا بالدنيا عن الآخرة فكذبوا بالجزاء * (الذين) * يخوضون في باطل الذات الحسية والاعتقادات الفاسدة والأقوال المزخرفة ويتعمقون في اللعب الذي هو الحياة الدنيا وزينتها السريعة الزوال.
* (يوم يدعون) * أي: يجرون ويسحبون بالعنف * (إلى نار) * الحرمان والآلام في قعر بئر الطبيعة الفاسقة المنحوسة في سلاسل التعلقات وأغلال الهيئات الجرمانية.
* (إن المتقين) * الذين اتقوا الرذائل وصفات النفوس * (في جنات) * من جنات الصفات ولذة وذوق وتنعم فيها * (فاكهين) * متلذذين * (بما آتاهم ربهم) * من أنوار التجليات ومعارف الوجدانيات والكشفيات * (ووقاهم ربهم عذاب) * جحيم الطبيعيات والاحتجاب بالبهيميات والسبعيات من الهيئات.
* (كلوا) * من أرزاق الحكم والحكم والعلوم الحقيقية التي هي قوت القلوب * (واشربوا) * من مياه العلوم النافعة وخمور العشق والمحبة أكلا هنيئا وشربا * (هنيئا) * سائغا غير ذي غصة * (بما كنتم تعملون) * بسبب أعمالكم في الزهد والعبادة والمجاهدة والرياضة. * (متكئين على سرر) * أي: مراتب ومقامات * (مصفوفة) * مترتبة كالتسليم والتوكل والرضا أو متقابلة تتساوى في مقاماتهم كقوله: * (إخوانا على سرر متقابلين) * [الحجر، الآية: 47].
* (وزوجناهم بحور عين) * أي: قرناهم بما في درجاتهم من الصور المقدسة والجواهر المجردة من الروحانيات التي لا حسن وراء حسنها * (وأمددناهم بفاكهة) * من الواردات اللذيذة والمواجيد الذوقية والإشراقات البهيجة * (ولحم) * من العلوم المقوية للقلوب والحكم المحيية لها * (مما يشتهون) * أي: يشتاقون إليه بمقتضى استعداداتهم وأحوالهم * (يتنازعون) * يتعاطون ويتعاورون في مباحثاتهم ومحاوراتهم ومذاكراتهم * (كأسا) * خمرا لذيذا من المعارف والعشقيات والذوقيات * (لا لغو فيها) * بسقط الحديث والهذيان والكلام بما لا طائل تحته * (ولا تأثيم) * ولا قول يأثم به صاحبه وينسب إلى الإثم كالغيبة والفواحش والشتم والأكاذيب.
تفسير سورة الطور من [آية 24
(٢٧٤)
مفاتيح البحث: سورة الطور (1)، الزهد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»