* (وما خلقت) * جن النفوس وإنس الأبدان أو الثقلين المشهورين * (الآ) * ليظهر عليهم صفاتي وكمالاتي فيعرفوني ثم يعبدوني إذ العبادة بقدر المعرفة ومن لم يعرف لم يعبد، كما قال العارف المحقق عليه السلام: ' لا أعبد ربا لم أره '، أي: لم أخلقهم ليحتجبوا بوجوداتهم وصفاتهم عني فيجعلوا أنفسهم آله معبودة غيري أو يحتجبوا بخلقي وما تهوى أنفسهم فيجعلوه إلها غيري ويعبدوه.
* (وما أريد منهم من رزق) * أي: خلقتهم بأن احتجبت بهم بذاتي وصفاتي ليظهروا فيتخلقوا بخلقي فيحتجبوا بي ويستتروا بفناء الأفعال والصفات ولا ينسبوا الرزق والإطعام والتأثير إلى أنفسهم لظهورها بالأفعال والصفات وانتحال أفعالي وصفاتي لها بالكذب والطغيان * (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) * أي: ذاته الموصوفة بجميع الصفات هي مصدر الأفعال اللطيفة كالرزق والقهرية كالتأثير في الأشياء دون غيره.
* (فإن اللذين ظلموا) * بنسبة الفعل والتأثير إلى الغير من مخلوقاته سواء كان ذلك الغير أنفسهم أو غيرهم نصيبا وافرا من عذاب الله * (مثل) * نصيب نظرائهم من المحجوبين بالصفات * (فلا يستعجلون) * في الاستمتاع بأفعالهم.
* (فويل للذين كفروا) * أي: حجبوا عن الحق في أي مرتبة كانت بأي شيء كان * (من يومهم الذي يوعدون) * في القيامة الصغرى، والله أعلم.