تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٣٨٤
يظهر ذلك الشيء. * (عن اليمين و) * عن * (الشمائل) * أي: عن جهة الخير والشر * (سجدا لله) * منقادة بأمره، مطواعة لا تمتنع عما يريد فيها، أي: يتحرك هياكله إلى جهات الأفعال الخيرية والشرية بأمره * (وهم داخرون) * صاغرون، متذللون لأمره، مقهورون. * (ولله يسجد) * ينقاد * (ما في السماوات) * في عالم الأرواح من أهل الجبروت والملكوت والأرواح المجردة المقدسة * (وما في الأرض) * في عالم الأجساد من الدواب والأناسي والأشجار وجميع النفوس والقوى الأرضية والسماوية * (وهم لا يستكبرون) * لا يمتنعون عن الانقياد والتذلل لأمره * (يخافون ربهم) * أي: ينكسرون ويتأثرون وينفعلون منه انفعال الخائف * (من فوقهم) * من قهره وتأثيره وعلوه عليهم * (ويفعلون ما يؤمرون) * طوعا وانقيادا بحيث لا يسعهم فعل غيره.
* (إذا فريق منكم بربهم يشركون) * بنسبة النعمة إلى غيره ورؤيته منه، وكذا بنسبة الضر إلى الغير وإحالة الذنب في ذلك عليه، والاستعانة في رفعه به. قال الله تعالى:
' أنا والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر غيري '، وذلك هو كفران النعمة والغفلة عن المنعم المشار إليهما بقوله: * (ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون) * وبال ذلك الاعتقاد عليهم، أو فسوف تعلمون بظهور التوحيد أن لا تأثير لغير الله في شيء.
[تفسير سورة النحل من آية 56 إلى آية 74]
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»