* (إن في اختلاف) * ليل غلبة ظلمة النفس على القلب ونهار إشراق ضوء الروح عليه وما خلق الله في سماوات الأرواح وأرض الأجساد * (لآيات لقوم يتقون) * حجب صفات النفس الأمارة وبلغوا إلى رتبة النفس اللوامة فتعرفوا تلك الآيات.
* (دعواهم فيها) * أي: دعاؤهم الاستعدادي في الجنات الثلاث التي يهديهم الله إليها بحسب نور إيمانهم * (سبحانك) * أي: تنزيهه في الأولى عن الشرك في الأفعال بالبراءة عن حولهم وقوتهم، وفي الثانية: عن الشرك في الصفات بالانسلاخ عن صفاتهم، وفي الثالثة عن الشرك في الوجود بفنائهم * (وتحيتهم فيها) * أي: تحية بعضهم لبعض في كل مرتبة منها إفاضة أنوار التزكية وإمداد التصفية من بعضهم على بعض، أو تحية الله لهم فيها إشراقات التجليات وإمداد التجريد وإزالة الآفات من الحق تعالى عليهم * (وآخر دعواهم) * أي: آخر ما يقتضي استعداداتهم وسؤال الله تعالى بالطلب والاستفاضة قيامهم بالله في ظهور كمالاته وصفات جلاله وجماله عليهم الذي هو الحمد الحقيقي منه وله وتخصيص ذلك الحمد به مجملا ثم مفصلا أولا باعتبار هويته المطلقة، ثم باعتبار ربوبيته للعالمين.
[تفسير سورة يونس من آية 11 إلى آية 18] * (ولو يعجل الله للناس الشر) * إلى آخره، لما كانت الاستعدادات مفطورة على الخير الإضافي الصوري أو المعنوي بحسب درجاتها في الأزل كان كل دعاء منها وطلب للخير بتهيئة قابليتها وتصفيتها وشوقها إليه يوجب حصول ذلك له عاجلا