المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٤٩٣
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الضحى وهي مكية لا خلاف في ذلك بين الرواة قوله عز وجل سورة الضحى 1 - 11 تقدم تفسير * (الضحى) * بأنه سطوع الضوء وعظمه وقال قتادة * (الضحى) * هنا النهار كله و " سجى " معناه سكن واستقر ليلا تاما وقال بعض المفسرين " سجى " معناه أقبل وقال آخرون معناه ادبر والأول أصح ومنه قول الشاعر الحارثي (يا حبذا القمراء والليل الساج * وطرق مثل ملاء النساج) الرجز ويقال بحر ساج أي ساكن ومنه قول الأعشى (وما ذنبنا إن جاش بحر ابن عمكم * وبحرك ساج لا يواري الدعامصا) الطويل وطرف ساج إذا كان ساكنا غير مضطرب النظر وقرأ جمهور الناس (ودعك) بشد الدال من التوديع وقرا عروة بن الزبير وابنه هشام (ودعك) بتخفيف الدال من التوديع وقرأ عروة بن الزبير وابنه هشام (ودعك) بتخفيف الدال بمعنى ترك و * (قلي) * معناه أبغض واختلف في سبب هذه الآية فقال ابن عباس وغيره أبطأ الوحي مرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة مدة اختلفت في حدها الروايات حتى شق ذلك عليه فجاءت امرأة من الكفار هي أم جميل امرأة أبي لهب فقالت يا محمد ما أرى شيطانك الا قد تركك فنزلت الآية بسبب ذلك وقال ابن وهب عن رجال عن عروة بن الزبير ان خديجة قالت له ما أرى الله إلا قد خلاك لإفراط جزعك لبطء الوحي عنك فنزلت الآية بسبب ذلك وقال زيد بن أسلم إنما احتبس عنه جبريل لجرو كلب كان في بيته وقوله تعالى * (وللآخرة خير لك من الأولى) * يحتمل ان يريد الدارين الدنيا والآخرة وهذا تأويل ابن إسحاق وغيره ويحتمل ان يريد حالية في الدنيا قبل نزول السورة
(٤٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 ... » »»