المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٤٦٢
* (أصحاب الأخدود) * وقيل * (أصحاب الأخدود) * ذو نواس في قصة عبد الله بن التامر التي وقعت في السير وقيل كان * (أصحاب الأخدود) * في بني إسرائيل قال القاضي أبو محمد ورأيت في بعض الكتب ان " أصحاب ا لأخدود " هو محرق وآله الذي حرق من بني تميم المائة ويعترض هذا القول بقوله تعالى * (وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود) * فينفصل على هذا الاعتراض بان هذا الكلام من قصة * (أصحاب الأخدود) * وان المراد بقوله * (وهم) * قريش الذين كانوا يفتنون المؤمنين والمؤمنات واختلف الناس في جواب القسم فقال بعض النحاة هو محذوف لعلم السامع به وقال آخرون هو في قوله تعالى * (قتل) * والتقدير لقتل وقال قتادة هو في قوله * (إن بطش ربك لشديد) * البروج 12 وقال آخرون هو في قوله * (إن الذين فتنوا المؤمنين) * البروج 10 وقوله تعالى * (النار) * بدل من * (الأخدود) * وهو بدل اشتمال وهي قراءة الجمهور (النار) بخفض الراء وقرا قوم (النار ذات) بالرفع على معنى قتلهم النار و (الوقود) بالضم مصدر من وقدت النار إذا اضطرمت و (الوقود) بفتح الواو ما توقد به وقرا الجمهور بفتح الواو وقرا الحسن وأبو رجاء وأبو حيوة بضمها وكان من قصة هؤلاء ان الكفار قعدوا وضم المؤمنون وعرض عليهم الكفر فمن أبى رمي في أخدود النار فاحترق فروي انه احرق عشرين ألفا وقال الربيع بن انس وأصحابه وابن إسحاق وأبو العالية بعث الله تعالى على المؤمنين ريحا فقبضت أرواحهم أو نحو هذا وخرجت النار فأحرقت الكافرين الذين كانوا على جانبي الأخدود وعلى هذا يجيء * (قتل) * خبر الادعاء وقال قتادة * (إذ هم عليها قعود) * يعني المؤمنين و * (نقموا) * معناه اعتدوا وقرا جمهور الناس (نقموا) بفتح القاف وقرا أبو حيوة وابن أبي عبلة (نقموا) بكسر القاف قوله عز وجل سورة البروج 10 - 16 * (فتنوا) * معناه احرقوا وفتنت الذهب والفضة في النار أحرقتهما والفتين حجارة الحرة السود لأن الشمس كأنها أحرقتها ومن قال إن هذه الآيات الأواخر في قريش جعل الفتنة الامتحان والتعذيب ويقوي هذا التأويل بعض التقوية قوله تعالى * (ثم لم يتوبوا) * لأن هذا اللفظ في قريش احكم منه في أولئك الذين قد علم أنهم ماتوا على كفرهم واما قريش فكان فيهم وقت نزول الآية من تاب بعد ذلك وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم و * (جهنم) * و " الحرق " طبقتان من النار ومن قال إن النار خرجت وأحرقت الكافرين القعود جعل * (الحريق) * في الدنيا و (البطش) الأخذ بقوة وشرعة و * (يبدئ ويعيد) * قال الضحاك وابن زيد معناه * (يبدئ) * الخلق بالانشاء * (ويعيد) * بالحشر وقال ابن عباس ما معناه إن ذلك عام في جميع الأشياء فهي عبارة عن انه يفعل كل شيء إنه * (يبدئ ويعيد) * كلما ينعاد وهذا قسمان
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»