المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ١٧١
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الذاريات وهي مكية بإجماع من المفسرين قوله عز وجل سورة الذاريات 1 - 16 أقسم الله تعالى بهذه المخلوقات تنبيها عليها وتشريفا لها ودلالة على الاعتبار فيها حتى يصير الناظر فيها إلى توحيد الله تعالى * (والذاريات) * الرياح بإجماع من المتأولين يقال ذرت الريح وأذرت بمعنى وفي الرياح معتبر من شدتها حينا ولينها حينا وكونها مرة رحمة ومرة عذابا إلى غير ذلك و * (ذروا) * نصب على المصدر و * (الحاملات وقرا) * قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه هي السحاب الموقرة بالماء وقال ابن عباس وغيره هي السفن الموقرة بالناس وامتاعهم وقال جماعة من العلماء هي أيضا مع هذا جميع الحيوان الحامل وفي جميع ذلك معتبر و * (وقرا) * مفعول صريح و * (الجاريات يسرا) * قال علي بن أبي طالب وغيره هي السفن في البحر وقال آخرون هي السحاب بالريح وقال آخرون هي الجواري من الكواكب واللفظ يقتضي جميع هذا و * (يسرا) * نعت لمصدر محذوف وصفات المصادر المحذوفة تعود أحوالا و * (يسرا) * معناه بسهولة وقلة تكلف و * (المقسمات أمرا) * الملائكة والأمر هنا اسم الجنس فكأنه قال والجماعات التي تقسم أمور الملكوت من الأرزاق والآجال والخلق في الأرحام وامر الرياح والجبال وغير ذلك لأن كل هذا إنما هو بملائكة تخدمه فالآية تتضمن جميع الملائكة لأنهم كلهم في أمور مختلفة وانث * (المقسمات) * من حيث أراد الجماعات
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»