المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ١١٠
بالي كذا وقولك أصلح الله بالك المراد بهما واحد ذكره المبرد والبال مصدر كالحال والشأن ولا يستعمل منها فعل وكذلك عرفه ان لا يثني ولا يجمع وقد جاء مجموعا لكنه شاذ فإنهم قالوا بالات وقوله تعالى * (ذلك بأن الذين كفروا) * الإشارة إلى هذه الأفعال التي ذكر الله انه فعلها بالكفار وبالمؤمنين و * (الباطل) * الشيطان وكل ما يأمر به قاله مجاهد و * (الحق) * هنا هو الشرع ومحمد عليه السلام وقوله * (كذلك) * يبين امر كل فرقة ويجعل لها ضربها من القول وصنفها وضرب المثل مأخوذ من الضريب والضرب الذي هو بمعنى النوع قوله عز وجل سورة محمد 4 - 9 قال ابن عباس وقتادة وابن جريج والسدي إن هذه الآية منسوخة بآية السيف التي في براءة * (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) * التوبة 5 وإن الأسر والمن والفداء مرتفع فمتى وقع أسر فإنما معه القتل ولا بد وروي نحوه عن أبي بكر الصديق وقال ابن عمر وعمر بن عبد العزيز وعطاء ما معناه إن هذه الآية محكمة مبينة لتلك والمن والفداء ثابت وقد من رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثمامة بن أثال وفادى أسرى بدر وقاله الحسن وقال لا يقتل الأسير الا في الحرب يهيب بذلك على العدو وكان عمر بن عبد العزيز يفادي رجلا برجل ومنع الحسن أن يفادوا بالمال وقد أمر عمر بن عبد العزيز بقتل أسير من الترك ذكر له انه قتل مسلمين وقالت فرقة هذه الآية خصصت من الأخرى أهل الكتاب فقط ففيهم المن والفداء وعباد الأوثان ليس فيهم الا القتل وعلى قول أكثر العلماء الآيتان محكمتان وقوله هنا * (فضرب الرقاب) * بمثابة قوله هناك * (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) * التوبة 5 وصرح هنا بذكر المن والفداء ولم يصرح به هنالك وهو مراد متقرر وهذا هو القول القوي وقوله * (فضرب الرقاب) * مصدر بمعنى الفعل اي فاضربوا رقابهم وعين من أنواع القتل أشهره وأعرفه فذكره والمراد اقتلوهم بأي وجه أمكن وقد زادت آية * (واضربوا منهم كل بنان) * الأنفال 12 وهي من انكى ضربات الحرب لأنها تعطل من المضروب جميع جسده إذ البنان أعظم آلة المقاتل وأصلها و * (أثخنتموهم) * معناه بالقتل والاثخان في القوم ان يكثر فيهم القتلى والجرحى والمعنى فشدوا الوثاق بمن لم يقتل ولم يترتب عليه الا الأسر و * (منا) * و * (فداء) *
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»