مالك وفي بعض الطرق وكيف يفلح وفي بعضها أن سالما مولى أبي حذيفة كان يغسل الدم عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فأفاق وهو يقول كيف بقوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله فنزلت الآية بسبب هذه المقالة قال القاضي وكأن النبي صلى الله عليه وسلم لحقه في تلك الحال يأس من فلاح كفار قريش فمالت نفسه إلى أن يستأصلهم الله ويريح منهم فروي أنه دعا عليهم أو استأذن في أن يدعو عليهم وروى ابن عمر وغيره أنه دعا على أبي سفيان والحارث بن هشام وصفوان بن أمية باللعنة إلى غير هذا من معناه فقيل له بسبب ذلك " ليس لك من الأمر شيء " أي عواقب الأمور بيد الله فامض أنت لشأنك ودم على الدعاء إلى ربك أنه قال الطبري وغيره من المفسرين قوله * (أو يتوب عليهم) * عطف على * (يكبتهم) * قال القاضي فقوله " ليس لك من الأمر شيء " اعتراض أثناء الكلام وقوله * (أو يتوب) * معناه فيسلمون وقوله * (أو يعذبهم) * معناه في الآخرة بأن يوافوا على الكفر أنه قال الطبري وغيره ويحتمل أن يكون قوله * (أو يتوب) * بمعنى حتى يتوب أو إلى أن يتوب فيجيء بمنزلة قولك لا أفارقك أو تقضيني حقي وكما تقول لا يتم هذا الأمر أو يجيء فلان وقوله تعالى " ليس لك من الأمر شيء " ليس باعتراض على هذا التأويل وإنما المعنى الإخبار لمحمد صلى الله عليه وسلم أنه ليس يتحصل له من أمر هؤلاء الكفار شيء يؤمله إلا أن يتوب الله عليهم فيسلموا فيرى محمد صلى الله عليه وسلم أحد أمليه فيهم أو يعذبهم الله بقتل في الدنيا أو بنار في الآخرة أو بهما فيرى محمد صلى الله عليه وسلم الأمل الآخر وعلى هذا التأويل فليس في قوله " ليس لك من الأمر شيء " ردع كما هو في التأويل الأول وذلك التأويل الأول أقوى وقرأ أبي بن كعب أو يتوب أو يعذب برفع الباء فيهما المعنى أو هو يتوب ثم قرر تعالى ظلم هؤلاء الكفار ثم أكد معنى قوله " ليس لك من الأمر شيء " بالقول العام وذكر الحجة الساطعة في ذلك وهي ملكه الأشياء إذ ذلك مقتض أن يفعل بحق ملكه ما شاء لا اعتراض عليه ولا معقب لحكمه وذكر أن الغفران أو التعذيب إنما هو بمشيئته وحسب السابق في علمه ثم رجا في آخر ذلك تأنيسا للنفوس وجلبا لها إلى طاعته وذلك كله في قوله تعالى * (ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم) * و " ما " في قوله * (ما في السماوات وما في الأرض) * إشارة إلى جملة العالم فلذلك حسنت " ما " وما ذكر في هذه الآية من أن هذه الآية ناسخة لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين كلام ضعيف كله وليس هذا من مواضع الناسخ والمنسوخ سورة آل عمران 130 - 132 هذا النهي عن أكل الربا اعتراض أثناء قصة أحد ولا أحفظ سببا في ذلك مرويا والربا الزيادة
(٥٠٦)