سورة آل عمران 40 اختلف المفسرون لم أنه قال زكرياء * (رب أنى يكون لي غلام) * فقال عكرمة والسدي إنه نودي بهذه البشارة جاء الشيطان يكدر عليه نعمة ربه فقال هل تدري من ناداك أنه قال نادتني ملائكة ربي أنه قال بل ذلك الشيطان ولو كان هذا من عند ربك لأخفاه لك كما أخفيت نداءك أنه قال فخالطت قلبه وسوسة وشك مكانه فقال * (أنى يكون لي غلام) * وذهب الطبري وغيره إلى أن زكرياء لما رأى حال نفسه وحال امرأته وأنها ليست بحال نسل سأل عن الوجه الذي به يكون الغلام أتبدل المرأة خلقتها أم كيف يكون قال الفقيه أبو محمد وهذا تأويل حسن يليق بزكرياء عليه السلام وقال مكي وقيل إنما سأل لأنه نسي دعاءه لطول المدة بين الدعاء والبشارة وذلك أربعون سنة قال الفقيه أبو محمد وهذا قول ضعيف المعنى و * (إني) * معناها كيف ومن أين وقوله * (بلغني الكبر) * استعارة كأن الزمان طريق والحوادث تتساوق فيه فإذا التقى حادثان فكأن كل واحد منهما قد بلغ صاحبه وحقيقة البلوغ في الأجرام أن ينتقل البالغ إلى المبلوغ إليه وحسن في الآية * (بلغني الكبر) * من حيث هي عبارة واهن منفعل وبلغت عبارة فاعل مستعل فتأمله ولا يعترض على هذا بقوله * (وقد بلغت من الكبر عتيا) * مريم 8 لأنه قد أفصح بضعف حاله في ذكر العتي والعاقر الإنسان الذي لا يلد يقال ذلك للمرأة والرجل أنه قال عامر بن الطفيل (لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا * جبانا فما عذري لدى كل مشهد) وعاقر بناء فاعل وهو على النسب وليس بجار على الفعل والإشارة بذلك في قوله * (كذلك الله) * يحتمل أن تكون إلى هذه الغريبة التي بشر بها أي كهذه القدرة المستغربة هي قدرة الله ففي الكلام حذف مضاف والكلام تام في قوله * (كذلك الله) * وقوله * (يفعل ما يشاء) * شرح الإبهام الذي في ذلك ويحتمل أن تكون الإشارة بذلك إلى حال زكرياء وحال امرأته كأنه أنه قال رب على أي وجه يكون لنا غلام ونحن بحال كذا فقال له كما أنتما يكون لكما الغلام والكلام تام على هذا التأويل في قوله * (كذلك) * وقوله * (الله يفعل ما يشاء) * جملة مبينة مقررة في النفس وقع هذا الأمر المستغرب سورة آل عمران 41 الآية العلامة وقال الربيع والسدي وغيرهما إن زكرياء أنه قال يا رب إن كان ذلك الكلام من قبلك والبشارة حق فاجعل لي علامة أعرف صحة ذلك بها فعوقب على هذا الشك في أمر الله بأن منع الكلام
(٤٣١)